البنيوي: رفضت التمثيل في أدوار نمطية .. والعمل الإبداعي يبتغي طاقة إيجابية

استطاع الممثل المغربي عبد النبي البنيوي أن يبصم، خلال السنوات الأخيرة، على حضور لافت في مجموعة من الأعمال التي حققت نجاحات كبرى، سواء على مستوى السينما أم التلفزيون أم المسرح.

في الحوار التالي مع هسبريس، يتحدث البنيوي عن مشاركته الأخيرة في عمل سينمائي رفقة عادل الفاضيلي وفي عمل درامي، إضافة إلى شروط اختياره الأدوار المقترحة عليه ومواضيع أخرى.

حدثنا عن مشاركتك في شريط “أبي لم يمت”، وكيف عشت هذه التجربة مع عادل الفاضيلي؟

شريط “أبي لم يمت” تجربة جميلة جدا انطلاقا من موضوعها مرورا بطريقة اشتغال المخرج عادل الفاضيلي والطاقم الفني الرائع والتقني كذلك؛ فقد كان الجميع ملتزما ويحس بالمسؤولية الملقاة على عاتق المخرج حامل المشروع، من تصوير وسيناريو.

وصراحة هو عمل عشنا فيه أحاسيس متناقضة؛ لأننا اشتغلنا مع مخرج متمكن من أدواته ويحرص على أدق التفاصيل وتحس في الاشتغال معه بوجود تصور وشاعرية لكل العوالم التي يلزمها فقط الالتزام. وقد صنع الفيلم على ثلاث فترات، وهو عمل سينمائي مغربي صور في تسعة أسابيع، وعلى مدار سنة ونصف السنة لأن المخرج كان نفسه هو المنتج والتكلفة كانت عالية جدا. لذلك، كان علينا أن نتوقف إلى حين توفر المال الكافي لاستكمال التصوير، والحمد لله كانت تجربة إيجابية وتوفقنا فيها الحمد لله.

جسدت في هذا الشريط مشاهد جريئة، فهل الجرأة في المشاهد ضرورية لمعالجة مواضيع جريئة؟

اُقترحتْ عليّ قبل هذا الشريط أعمال فيها مشاهد جريئة؛ لكن عند قراءتها لم أدخل في تلك المشاريع، لأن هذا اختيار.. لكن ما أقوله هو أنه يجب ألا تكون مشاهد جريئة مجانية، لأنه عندما تكون الأمور مضبوطة وفي مكانها ومشتغلا عليها جيدا يكون جيدا.. ولهذا خلقت السينما لتكون انعكاسا لظواهر اجتماعية نعيشها في مجتمعنا.

ويجب أن نظهر للناس وجوههم في المرآة والسلوكات المشينة التي نقوم بها في حياتنا.. وإذا لم تقم بذلك فإنك لا تؤدي الدور الذي خلقت عليه السينما والفن بشكل عام. فعند معالجة ظاهرة اجتماعية معنية ليس من أجل دفع الناس إلى القيام بها وإنما من أجل حثهم على تجنبها وإظهار سلبياتها وعواقبها. لذلك، لا أناقش موضوع الجرأة لأنني أركز على طريقة معالجة التيمة والموضوع.

ما هي شروطك في انتقاء الأعمال والمشاريع التي تعرض عليك؟ وما هي الأدوار التي ترفضها؟

لكي أكون صريحا، لم نصل بعد في المغرب، سواء على مستوى السينما أم التلفزيون، إلى مرحلة الاختيار ووضع الشروط.. أقوم بذلك في المسرح؛ لكن خارجه تبقى أشياء يجب رفضها.

مثلا، رفضت، مؤخرا، أدوارا عرضت علي لتجسيد شخصية شرطي؛ لأنني قدمتها سابقا.. وهذا راجع إلى اجتنابي الوقوع في النمطية وعدم ارتباطي بنوع معين.

كما حرصت على الخروج من أدوار الشر مثل دوري في مسلسل “جوديا”، من أجل أن أعطي انطباعا للمخرجين بأنني قادر على تجسيد بروفايلات عديدة ولست منحصرا في نوع معين؛ لأن الممثل يجب أن يشخص جميع الأدوار، من قبيل المحامي والطبيب وبائع الخضر وغيرهم.

تطل من بوابة الدراما عبر مسلسل “فوق السلك” فكيف مرت أجواء هذا العمل؟

تجربة هذا المسلسل أعجبتني فكرتها كثيرا؛ لأنه لم يتم تناولها من قبل، وذكرتني بمجموعة من المسرحيات التي تنتمي إلى المسرح العالمي وقصص أنطوان تشيخوف في الأدب الروسي. لذلك، شدتني القصة كثيرا، خاصة أنها خارجة عن السياق الدرامي للأعمال التي نعرف والتي تسلط الضوء على صراع العائلات ومشاكل الطبقة المتوسطة مع الطبقة الغنية.

وصراحة أي عمل ما ينجحه هو الطاقة الإيجابية؛ فالعمل الإبداعي هو مجهود فريق منسجم. وقد سبق أن اشتغلت مع جليلة التلمسي قبل التلفزيون، وقد درسنا في المعهد نفسه واشتغلنا في المسرح كذلك. كما اشتغلت أنا وسحر الصديقي معا أيضا. لذلك، الروح الإيجابية في الكواليس تصل إلى الناس؛ لأنها قادمة من نقاء وصفاء يصل بصدق وبشكل سلسل إلى الجمهور.

هل ترى أن تغيير مظهر الممثل ليلائم الشخصية التي يقدمها أصبح أمرا ضروريا؟

هناك العديد من الأشياء التي لا نعطيها قيمة كبيرة في ميداننا رغم أنها مهمة؛ لأن كل شخصية لا تشبه الأخرى، وكل واحدة لها بعدها الفيزولوجي كشكل والبعد النفسي من طفولتها ومشاكلها وعقدها النفسية ثم البعد الاجتماعي.. وهذه الأبعاد الثلاثة مهمة في التشخيص.

يجب الاشتغال على أدق التفاصيل؛ فهي التي تشكل الفرق، ويجب أن يصبح لدينا نقاش حقيقي في هذا الموضوع.. لأن هذا بدوره عمل آخر يجب أن نتجنب فيه الوقوع في النمطية.

كلمة أخيرة ..

شكرا لكم، وأريد أن أقول من هذا المنبر إن هناك أناسا يحبون هذا الميدان ويشتغلون فيه بحب كبير. كما يرون أن الثقافة والفن المغربي واجب وطني يجب علينا التعاون من أجل السير به قدما وتشجيع بعضنا البعض واستهلاك المنتوج الوطني، من مسرح وسينما وتلفزيون.

The post البنيوي: رفضت التمثيل في أدوار نمطية .. والعمل الإبداعي يبتغي طاقة إيجابية appeared first on Hespress - هسبريس جريدة إلكترونية مغربية.

2024-05-07T03:07:12Z dg43tfdfdgfd